وزارة الأوقاف تستأسد على الأئمة والخطباء و تختفي أمام الإفك والبهتان؟
![]() |
الإمام والخطيب السيد عبد العزيز العمراني |
من سنة الله في الكون أن يُبتلى ويُؤذى أهلُه وخاصته من أهل القرآن ،الآمرون بالقسط القائمون لله، ويُقمع ويُمنع الصادقون الصادعون بالحق في وجه الباطل .
ولعل من أبرز مظاهر الظلم والاعتداء على حقوق الإنسان في مغرب الاستقلال " مغرب الحريات والحق والقانون" ما نسمعه ونقرأه من حين لآخر عن منع وزارة الوقاف بتواطئ مع أجهزة المخزن لمجموعة من العلماء والخطباء الصادقين الصادعين بالنصح للخلق، الناطقين بالحق، المخلصين المهتمين بقضايا أمتهم المشفقين على أحوالها، الباكين مما تعيشه من نكبات وأزمات. محاولة بذلك إجبارهم على الرضوخ والسكون والسكوت، كي يعيشوا حياة بدون إرادة ولا حرية ولا كرامة إنسانية.
لقد استمر توقيف وطرد وإبعاد الأئمة والخطباء والوعاظ والقيمين الدينيين من مهامهم وتشريدهم في العهد الحالي "عهد الحرية والحقوق والإنصاف والمصالحة ودولة الحق والقانون" حيث عرفت عدة مدن وبوادي بربوع التراب الوطني توقيفات جائرة.
ومن الاعتداء السافر على العلماء والخطباء ومحاصرة الوعاظ إقدام مندوبية وزارة الآوقاف بإقليم سيدي قاسم بتجريد الإمام والخطيب السيد عبد العزيز العمراني من الحق في أئمة المصلين وإلقاء خطب يوم الجمعة والعيدين وإبعاده عن منابر التوجيه والدروس من مسجد التغاري اولاد قدور جماعة دار العسلوجي إقليم سيدي قاسم ،بعد مزاولة العمل به منذ 22/9/1988. والتهمة الإنتماء لجماعة العدل والإحسان .
فكل من يغرد خارج سرب الوزارة الراعية لتنميط الخطاب الديني وتضييق إطاره ، أو لم ينل التزكية من أجهزة المخابرات والاستعلامات ، فمآله التهميش والإبعاد عن منبر رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وكان هذا مصير كثير من علمائنا الأجلاء ،والعلماء والدعاة الغيورين عامة. فن مخططات المخزن في هذا المجال السعي لتأميم مجال غير قابل للتأميم، والحيلولة دون سماع الناس كلمة الحق صافية نقية، و تكميم الأفواه الناصحة والفاضحة لنظام تسري في عروقه لغة الظلم والقمع والمنع والفساد بشتى ألوانه وأشكاله ومستوياته.
والمتأمل في قرارات التوقيف التي يوقعها وزير الأوقاف والتوقيف وأعوانه ومندوبوه ضد القيم الديني، يجد فيها ذكرا لأسباب واهية فارغة مُختلقة مكذوبة زورا وبهتانا، يشهد الواقع ببطلانها، من قبيل تجاوز الحدود والمسموح به، والخروج على الإجماع، وارتكاب أخطاء في العمل، أو عدم احترام ما في دليل الإمام والخطيب أو مخالفة المذهب المالكي، وعدم احترام الخصوصيات المغربية. أو الإنتماء إل جماعة محضورة ، أو لم يستجب للتعليمات
فهنيئا للأئمة و الخطباء والعلماء الأحرار على هذا التضييق والإبعاد والحصار وعلى هذا الابتلاء الذي يدل على نفاسة معدنهم وطيب أصلهم وانتسابهم لزمرة الأنبياء والمرسلين الذين أوذوا في الله .ولسان حالهم يقول " وما تنقم منا إلا أن ءامنا بآيات ربنا لما جاءتنا ربنا أفرغ علينا صبرا وتوفنا مسلمين" الأعراف . نسأل الله تعالى أن يعوض الأمة خيرا حسبنا الله ونعم الوكيل.
يذكر أن السيد عبد العزيز العمراني يعد واحدا من أشهر الأئمة والخطباء بإقليم سيدي قاسم ، زاول الخطابة والإمامة أكثر من ثماني وعشرين سنة .من الرجال الذين أحبهم الفؤاد وشهد لهم العباد ، رفعهم القرآن والعلم والإيمان ،حفظ القرآن الكريم في سن مبكرة وأتقن حفظه وعرف بشدة حيائه وأدبه وكثرة صمته ن وامتاز بعفته الشديدة في الأمور المادية الدنيوية زاهداً في ما عند الناس ولا يلتفت لزخارف الدنيا . كما عرف بورعه وتقواه وكان فقيهاً قارئاً . كانت له محبة لتواضعه وقربه من الناس والسعي في حاجاتهم ، وكان حيياً وكثير الصمت ، فصيحاً إذا تحدث بوقار، صريحاً جداً وجريئاً لا يخشى في قول الحق لومة لائم، معروفاً بصدقه وشفافيته، وزادت محبة وإعجاب الناس به وانجذابهم لقراءته المتميزة تخرج على يديه كثير من الحفاظ.
أقول لمن طالته يد الظلم من الأئمة والخطباء : الصبر والثبات والدعاء.. واعلموا أن زمن الذل والتسلط قد ولى وأن هذا زمن العزة والشرف.. فارفعوا رؤوسكم وطالبوا بحقوقكم ، فلا تيأسوا ولا تحزنوا.. وإن ضاقت الأرض على بلبل فسوف يشدو في رحاب السماء ولا تنسوا قول الله: " والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون" (يوسف:21).
تعليقات
إرسال تعليق