لعنة سوق بني مكادة

لعنة سوق بني مكادة 







حاولت كثيرا تفادي الكتابة عن تبعات ما حدث جراء ترحيل سوق بني مكادة بشقيه السوق المركزي والسوق النموذجي ، بطريقة بلطجية لا علاقة لها باجراءات دولة المؤسسات ، او دولة يحكمها وينظمها دستور مكتوب ومتداول بين الناس وفي المقررات الجامعية ، يلوك بعض فصوله بعض المسؤولين اذا ما تعلق الأمر ، طبعا بمصالحهم .
هذا التفادي لم يكن مرده مراسلة اربع مؤسسات رسمية دون جدوى ، او تداول ما رافق توزيع دكاكين سوق القرب من سوء وفساد ، أو الطريقة البلطجية التي تم بها ترحيل اكثر من 700 أسرة دون تعويض او تخصيص فضاء مناسب لمتابعة انشطتهم التجارية وكسب رزقهم ، مع العلم ان الغالبية العظمى منهم في أمس الحاجة الى دخل كي يواصل حياته وان دون المستوى . بل كان هذا التفادي مرده الى الاستسلام اللاطبيعي لهؤلاء المتضررين ورضاهم بالذل والهوان . فكيف تدافع عن قوم موات ؟ ، عن أشخاص يكيدون لبعضهم البعض ةهم جميعهم مظلومون ، ويتناطحون مع بعضهم من أجل حق طبيعي لهم . أفراد يبيعون شخصيتهم وكرامتهم بلا مقابل . 
لكن وبعد انتحار عمر الذي كنت اعرفه شخصيا ، وموت طفل يسكن قربي لايتجاوز عمره ست سنوات جراء صعقة كهربائية بسبب تماس الأسلاك الكهربائية بأعمدة حديدية تشكل دكاكين حشر اليها بعض المتضررين من الترحيل القسري حشرا ، رغم ان المكان لا يستجيب لأدنى شروط ممارسة التجارة ، لأنه جاء وراء الواجهة وعلى أرض مخصصة للفضاء الأخضر ، بما يعني ان المسؤولين قاموا بنصب تلك الدكاكين لمجرد نصبها . أصبحت أمام تواتر هذه الأحداث مرغما على قراءة مظاهر الاعتداء السلطوي على تجار المنطقة رغم أنهم لايستحقون الدفاع عنهم .
كما أن اللعنة أيقظت في حس الكتابة عن الموضوع ، فالقضية باتت تمس ارواح الساكنة من المتضررين ومن الأبرياء . وكأن الصدف او الأقدار ، او نتائج التسلط والاستبداد والعنجهية المقيتة مصرة على كشف ما نحاول ستره ، وتعرية ما نعمد عمدا على اخفائه . في الدول الديمقراطية ، كان يجب وضع حد لمثل هذه التراجيديا منذ الكتابات الأولى عن الخروقات التي صاحبت عملية توزيع دكاكين سوق القرب بني مكادة ، والتي تمس الثقة التي وضعها الملك شخصيا في مختلف رجال الادارات الذين تورطوا في عملية النصب والاحتيال على مشروع ملكي مخصص حصريا للفئات الهشة من المجتمع . لكن يبدو أن الاستخبارات والاستعلامات المرتبطة بوزارة الداخلية غطت على الموضوع وحجمته ، فلا يعقل أن تتم خيانة الملك في مشاريعه الشخصية دون ان ينتبه خدام العرش لهذه الخيانة . والا فانهم متورطون مباشرة فيها .
لكن انتحار عمر ذي 16 سنة ، وموت عبد الله صاحب ست سنوات يأبى الا أن يضيف الى الملف بعدا جنائزيا ، فالعملية تحولت الى اغتيال غير متعمد . فلا يعقل أن تعود أم بولدها ميتا ، وهي التي اصطحبته للعب في فضاء أخضر مخصص للاستراحة واللعب ؟ . فمن يتحمل مسؤولية موت عمر وموت عبد الله ؟ ، من ترك أعمدة حديدية معراة ؟ ، وكيف تم ذلك ؟ ، هل صارت حياة أطفالنا رخيصة الى هذه الدرجة ؟ ، أقولها بصراحة المكتوي بلظى هذه الجريمة ، انها أرخص بكثير مما نظن . انها لاتساوي عند السيد والي طنجة ومن يحميه التراب الذي يحمله جلد حذائه . لكن اللعنة ستستمر ، وهذا ما خبرتني به آهات ودموع ودعوات المقهورين والمقهورات والمظلومين والمظلومات .فان تغلبتم على ضعفنا فلن تتغلبوا على لعنات السماء .والظلم ظلمات عند الله .
بقلم : خالد الصلعي

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

قاموس البهارات والاعشاب الشرقية باللهجة المغربية

من صدق أكذوبة غاندي فهو واهم، أفيقو من سباتكم

كلنا ضحية!!! نطالب بإعدام الطبيب حسن بوكيند