من هو الجندي الذي ظهر في فيديو حارق للسويد anachire

جندي مغربي حارق للسويد anachire

حاولت معرفة لماذا من طرف بعض أصدقائي، لكن الرجل مجهول عندهم. لأنه في الحقيقة هو ينتمي لمصلحة الصحة العسكرية و هي مصلحة أقرب لسلاح المشاة أكثر من قربها لسلاح الطيران الذي مارست فيه مهامي.
و كل ما وصلني عنه هي أخبار متناقضة.
مثلا أن الرجل غادر الجيش بطلب منه لكنه في الحقيقة أُرغم على تقديم استقالته للأسباب يعرفها هو فقط. او خبر مفاده أنه تسبب في حادثة سير مميتة في اوقات العمل في حين كان عليه أن يكون في عمله. بل هناك من يقول أنه كان في حالة سكر، بل و أن زميلا له فقد الحياة بسببه. و يقال أيضا أنه دخل السجن بالرباط على اثر وفاة زميله ليتم طرده من سلك الضباط على اثر هذا الخطا.
و كل هذه المعلومات هي غير موثوقة و غير مؤكدة.
و كان من الافضل أن يشرح لنا الضابط "مراد الصغير" بنفسه لماذا غادر الجيش حتى يتم رفع كل لبس و كل الاشاعات.
و يقول لنا هل فعلا تم التشطيب عليه من نقابة الأطباء بالمغرب ام لا؟
و غالبا ما سوف نصدقه لأن الضابط لا يكذب.
بل الضابط يعاقب نفسه بنفسه إذا ما أخطأ.
و إلا فسوف يدخل في أزمات نفسية لا حل لها سوى الابتعاد عن ماضيه في سلك الجندية.
و لغياب هذه المعلومات عنه (لحد الساعة)، فسوف نكتفي بالتحليل، و فقط بالتحليل
و قد ارسلت له رسالة صغيرة أسأله فيها لماذا يتفادى تحميل المسؤولية للديكتاتور محمد السادس، لكنه لم يجب عنها.
فلدينا الآن ما يكفي من المعلومات لفك هذا الظهور المفاجئ.
أولا، حول عمله لصالح جهة ما بالمغرب:
كل الاحتمالات هي واردة. ففد يكون هو في مهمة كما قد لا يكون.
و ما يجب معرفته، هو أن النظام في المغرب لا يشتغل فقط بدفع الناس و منحهم أجرة على ذلك (يعني بفعل شيئ ما) بل هو يشتغل أيضا بعدم فعل أي شيئ (الحياد الإيجابي له). و هذا العمل المبني على الحياد لا يوجد إلا في الديكتاتوريات التي تستبيح اي شيئ لدرجة أن عدم إستباحة الشيئ يصبح أيضا عملا له فوائده و نتائجه.
إذا، أكان قبطاننا الطبيب مدفوعا ام لا، فإن ما يقوم به هو شيئ يحاول خدمة الديكتاتور المفترس و نظامه. و هذا هو المهم.
ثانيا، حول لباسه للبذلة و الظهور بها:
لا شيئ قانونا يمنعه من لباس بذلة أجنبية في فرنسا مثلا. فالقانون الفرنسي يعاقب من يلبس لباس الجيش الفرنسي دون حق، و لا يعاقب من يلبس لباس دول أخرى.
و لباس البذلة العسكرية له دلالات كبيرة في الأنظمة الديكتاتورية أكثر من دلالاتها في الدول الديموقراطية. ففي فرنسا مثلا، عدة جنود لهم حسابات في فايسبوك، و الجنرالات يتحدثون للصحافة أحيانا دون اذن مسبق. بل وبعضهم يهدد رئيس الجمهوريه باستقالته علنية! بل في بلجيكا لهم نقابات ينتمون اليها (هيهات بينهم و بيننا)
لكن يجب الانتباه أن القبطان الطبيب، ببذلته العسكرية، هو يشيد بالملك الديكتاتور المفترس و لا يلومه. مما يؤكد أن هذا القبطان هو يحاول تلميع صورة الديكتاتور المفترس بتقمص صورة المعارض. لكن معارض لمن؟ للوهم؟ لمن يسميه البعض بالمخزن (مثل بعض نعجاوة النهج الزبلقراطي)؟ هل يعارض الريح؟
لباسه للبذلة له هدف آخر و هو تمييعها. فهناك عديد من الضباط المغاربة هم لاجؤون سياسيون بالخارج و لا أحد يتحدث عنهم. و انا اعرف بعضهم. لكنهم هم انفسهم من اختاروا عدم الالتحاق بالمناضلين و هذا من حقهم.
كذلك هناك ان النظام يريد التقليل من قوة الجيش و الدرك لأهداف كبرى من بينها "بنعلنة" المغرب و جعله مثل تونس ايام بنعلي: اضعاف الجيش و تقوية الداخلية.
ثالثا، حول اختيار اختراق فئة المهاجرين السريين:
كل من يتتبع هذه الفئة سيعي انها فئة تشكل خطرا كبيرا على نظام محمد السادس. فهي فئة مكونة من شباب خرج و رأى بأم عينيه الفرق بين مملكة المغرب و مملكات و جمهوريات أخرى. شباب رأى و لمس ما معنى الكرامة، و العيش الكريم بعيدا عن "كول الخبز و أتاي و سد فمك".
هؤلاء، لن يصبحوا إرهابيون يستعملهم النظام كورقة ضغط على اوروبا. فأغلب هؤلاء لا يدخلون لمساجد الديكتاتور بأوروبا لتدجينهم. يعني أنهم "فلتو ليه" و هم خطر عليه حتى و أن تمت اعادتهم للمغرب.
لذلك هناك ارادة بالرباط لجمع هؤلاء بأوروبا في تنظيم واحد محكم حتى يسهل اختراقهم و التحكم فيهم، و هناك ارادة إقناعهم أن الملك زوين و أن اللي دايرين به هما اللي خايبين!!!
و قبطاننا الطبيب هو يقوم بهذا بالضبط، كان مدفوعا للقيام به، ام كان غير مدفوع و يقوم به طواعية!!
باريس في 25 أكتوبر 2016
مصطفى أديب.
ضابط سابق في القوات الجوية المغربية.
الجائزة الدولية للشفافية و النزاهة.
معتقل رأي و ضمير سابق في سجون محمد السادس بالمغرب.
مهندس دولة في الاتصالات.


تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

قاموس البهارات والاعشاب الشرقية باللهجة المغربية

من صدق أكذوبة غاندي فهو واهم، أفيقو من سباتكم

كلنا ضحية!!! نطالب بإعدام الطبيب حسن بوكيند