مجرمين لا مثيل لهم في التاريخ المعاصر

قاسم سليماني ونصر اللات

‏هؤلاء الذين تراهم مبتسمين في الصورة و يبدون لطفاء  قاموا في ٢٥ مايو 2012م في قرية تلدو  بحمص بذبح 49 طفلا و 34 امرأة بالسكاكين ... هذان المجرمان ذبحوا أطفالا بالسكاكين احتجزوهم وقاموا يذبحونهم واحدا بعد الاخر كالخراف  في حقد لم يعرف له مثيل في التاريخ المعاصر. 

‏لنلاحظ في الجريمة المروعة أن الهدف كان تنفيسا عن حقد ومشاعر اجرامية تأتي من واقع أفكار وعقائد ارهابية تعتبر ذبح الأطفال والنساء بالسكاكين عملا جهاديا مقدسا وتقربا إلى الله! 

المجرم سليماني ليس مجرما عاديا ولا حتى من عتاة المجرمين بل نوع مختلف من الشر قلما تعرف البشرية له مثيلا.

‏حنة أرندت تحدثت عن الشر وفصلت بين الشر الذي يمارسه الانسان كموظف بيروقراطي وسمته الشر التافهة وبين الشر الذين ينبع من الأفكار والعقائد والمؤسسات.  سليماني ونصرالله موظفون بيروقراطيون في جهاز دولة ضخم قام على أفكار وعقائد وتصورات شريرة تبرر أي شيء لأجل تحقيقها وفرضها.
‏هدفي من هذا الكلام ليس شحنا ولا كرها طائفيا بل قامت داعش بمجازر وجرائم اغتصاب وقتل وسحل بشكل بشع وغاية في الشر والخبث والإجرام وما فعلوه بالأقلية الأزيدية إلا عينة لنموذج الشر الكامن في الأفكار والتصورات والعقائد والنماذج، الفارق أن شر ايران أذكى من شر داعش ولذا دام طويلا.

‏المطلوب من المثقفين والمتنورين المسلمين ومن الشيعة خصوصا تفكيك هذا الخطاب الشرير وعزل جذوره السامة وتحويل العقيدة الشيعية إلى عقيدة مسالمة وانسانية متصالحة مع العصر وأفكاره الحديثة. نعم سيكون ثمن ذلك على أي مثقف غاليا لكن بالنهاية الكلمة شرف وأمانة.

‏ما قام به شباب الشيعة الأحرار في العراق من مظاهرات وتبني أفكار تنويرية مثل التعددية والتسامح والوطن الذي يسع الجميع هي البدايات الحقيقية لمواجهة وتفكيك الخطابات الدينية المتطرفة وإلا فإننا جميعا خاسرون في هذه المنطقة التي تحتاج إلى إنقاذ وبناء وتعمير وخير كثير.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

قاموس البهارات والاعشاب الشرقية باللهجة المغربية

من صدق أكذوبة غاندي فهو واهم، أفيقو من سباتكم

كلنا ضحية!!! نطالب بإعدام الطبيب حسن بوكيند