إنفاق الأموال على حرب حقيقية أفضل من إنفاقها على مناورات غير الحقيقية
![]() |
موسكو تجني أرباح تجربة السلاح الروسي في الدم السوري |
الرئيس الروسي وجد تدخله في سوريا إلى جانب نظام بشار الأسد لقمع الثورة السورية، فرصة ذهبية لتجربة سلاحه الجديد، واتخاذ الأرض السورية حقل تجارب له.
فبعد أن أعلن أمام جنود بلاده الذين عادوا من سوريا منتصف مارس، دون أن يخجل من نفسه أن أحد أهم دوافعه لقرار التدخل في سوريا؛ وهو "اختبار السلاح الروسي في حرب حقيقية بدل تجربتها في مناورات تدريبية ودورات تعليمية"، ها هو بوتين يعترف بأن العملية العسكرية في سوريا "ساعدت في الكشف عن عدد من العيوب في الأنواع الجديدة من الأسلحة الروسية".
حيث قال، اليوم الخميس، أمام جمهور من الروس، في تصريحات تلفزيونية بثتها وسائل الإعلام الروسية: إن "الطلب على الأسلحة الروسية ازداد بشكل حاد على مستوى العالم على خلفية عمليات القوات الجوية والفضائية والقوات المسلحة الروسية بشكل عام في سوريا".
وأضاف بوتين وفق ما نقل موقع "روسيا اليوم": إنّ "العملية الروسية في سوريا ساعدت في الكشف عن عدد من العيوب في الأنواع الجديدة من الأسلحة الروسية"، مضيفاً: أن "ممثلين عن بعض المصانع الحربية الروسية زاروا سوريا لإزالة العيوب"، لافتاً إلى أن "العمل في هذا الاتجاه مستمر". وسطر على كلمة مستمر ...وعَــلَّـلَ ذالك بأن العملية الحسابية بسيطة جدا وهي: " إنفاق الأموال على حرب حقيقية أفضل من إنفاقها على المناورات والدورات التعليمية غير الحقيقية".
كما صرح بوتن ومن دون خجل أنّ "الأسلحة الروسية المتطورة اجتازت امتحاناً جيداً في سوريا، وهذا الامتحان لم يكن في ميادين تدريبية، إنما في حرب حقيقية، فالامتحان كان شديداً وقاسياً، ومكننا من اكتشاف نواقصنا، والوضع التكنولوجي لأسلحتنا، وساعدنا في معرفة نوع الأسلحة الجديدة التي نحتاجها"، وفق ما نقلت وكالة الأناضول.
إذن، فإنّ "التجارب" الروسية في سوريا كلفت الشعب السوري أكثر من 2000 قتيل مدني؛ بينهم أطفال ونساء وطواقم دفاع مدني وعناصر طبية، كما استنزفت البنى التحتية للمدن التي استهدفها القصف، حيث كانت المستشفيات والمدارس وقوافل المساعدات الإغاثية على رأس أهداف الغارات الروسية التي زادت على 9000 غارة، بحسب البيانات الرسمية لموسكو.
لكن وأمام هذه الإعتراف الروسي بإعلان أهدافا غير الإنسانية لتدخلها عسكرياً في سوريا،ولا لإجل القضاء على الإرهاب الذي صنعوه ليبررو به جرائمهم كان مستغرباً بدرجة أكبر بكثير، على ما يرى مراقبون، عدم وجود ردة فعل من قبل نظام الأسد الذي يتبجح بالسيادة الوطنية، إذ لم يصدر عنه أي تعليق يرفض أو يشرح التصريحات الروسية، فضلاً عن أن يطالب بخروج القوات الروسية من بلاده بعد أن كان هو من استدعاها، أو أن يستدعي السفير الروسي ليسلمه رسالة احتجاج شديد اللهجة على تجريب السلاح بالسوريين.
فهاهو سيناريو جاهز لمخرجي الأفلام السنمائية والدرامة التلفزيونية ...أنتجو أفلامكم تتحدث فيها عن تصريحات أقوى دولة في العالم ولها حق النقد في المجتمع الدولي ...سجلو أن الأمم المتحدة أو مجلس الأمن جل أعضائه ما هم إلا مجرمي حرب ..وسجلو في أفلامكم أن الأمم المتحدة أو مجلس الأمن لم ينتج سوى الفقر والخراب والدمار للأرض والعرض والبشر والحجر ..وأعضائه يشبهون هذا الرئيس الذي أعلم للملأ نواياه في روسيا ...
تعليقات
إرسال تعليق