إقصاء القباج وزارة الداخلية أعماها استحواذها على المشهد المغربي

إقصاء القباج وزارة الداخلية  أعماها استحواذها على المشهد المغربي



بقلم الكاتب والشاعر السيد خالد الصلعي

طريق الديمقراطية طريق واضح لا لبس فيه ، وساحتها ساحة مكشوفة يتبارى فيها الأقوياء على مرأى من الجميع . لكننا في المغرب يمكن ان نخرج الديمقراطية من جيب المخزن متى شاء هذا المخزن . وهو لايعترف حتى بتراتبية السلطة ، فكلما أصاب المزاج مغص ما ارتد على الديمقراطية ونحى الدستور جانبا ووقف منتصبا في ساحة فارغة ينكل بالموتى . 
ان اقصاء القباج من قبل والي مراكش يعتبر قمة التسيب السياسي ، فهو لم يراع الجوانب الادارية ، على اعتبار أن سلطة الوالي في مثل هذه الحالات محدودة سياسيا ، خاصة وأن الحزب الذي رشح القباج هو حزب رئيس الحكومة ، الذي اوكل له الملك بناء على منطوق الدستور الاشراف العام على الانتخابات . كما ان القباج اذا كان في زمن ما قد خاصم الديمقراطية ، فانه بتقدمه للانتخابات يكون قد رضخ لشروطها ، دون الدخول في محاكمة النوايا . فأهم فضائل الديمقراطية انها تحاكم الواقع والوقائع ، ولها آليات يمكن من خلالها ، وبشفافية واضحة ، اعفاء أي برلماني من مهامه اذا تناقضت ومسؤولياته التمثيلية . 
لكن يبدو ان وزارة الداخلية قد أعماها استحواذها على المشهد المغربي العام ، وصارت تلقي بفتاويها الاقصائية والعنصرية ، بالبحث عن الماضي ، ومحاكمة مواقف قديمة ومحو أي تطور فكري للمواطن المغربي ، بناء على مقالات مغرضة لاستئصاليين يزكون من يشاؤون ويهمشون من لا يعزف على أنغامهم . هذه هي ديمقراطية بعض حداثيي المغرب الذين انتصرت لهم وزرارة الداخلية في نازلة القباج ، ضربا لروح الدستور ولحق طبيعي ومشروع لمواطن مغربي ، وهضم لمواطنته أيضا .


تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

قاموس البهارات والاعشاب الشرقية باللهجة المغربية

من صدق أكذوبة غاندي فهو واهم، أفيقو من سباتكم