حول غضبة الامير رشيد العلوي بمهرجان مراكش
![]() |
مهرجان مراكش |
لم يفهم أعضاء مؤسسة المهرجان الدولي للفيلم بمراكش إلى حد الساعة سبب غضبة الأمير مولاي رشيد عليهم في العشاء الرسمي. تلك الغضبة التي جعلت أيام المهرجان باردة متأثرة بالما اللي بْرد ليهم في الرْكابي ديك الليلة. فالموضوع بالنسبة إليهم لا يستدعي كل هذه التصبينة اللي دار ليهم الأمير بالواحد بالواحد. وفوق هذا هم لا يتحمّلون المسؤولية، مادامت المسؤولية في الحكاية كلها يتحملها التريتور وحده. ذلك أن الحكاية وما فيها هي السي التريتور اللي كلفوه بتنظيم هاد العشاء الملكي على شرف ضيوف المهرجان، نْسى أنه مشرف على حفل عشاء يقام باسم جلالة الملك بكل ما يعنيه ذلك من هيبة ملكية وخضوع لقواعد صارمة لا مجال فيها للخطأ أو النسيان أو عدّي باللي كاين، بحالا شاد عرس في قاعة أفراح حْدا البحر. فخص المسخوط لهذا الحفل المهيب عددا قليلا من السرباية. ولم يضع رهن إشارة المائدة الملكية عددا كافيا منهم يتحركون بتناغم دون أي تراخي أو تباطؤ، يعني ما تجي تحط الماكلة قدّام الأمير، حتى تكون الماكلة محطوطة قدّام الضيوف، ماشي شي يبدا ياكل وشي يبقى يتشهّى. وما يجي يتهز طبسيل حتى يتحط في بلاصتو لاخر… وهكذا، إنها مائدة ملكية عليها الأمير صاحب المهابة وضيوف أجانب كبار أصحاب الاتيكيت، ماشي طابلة فيها عشرة الرجالة على الطبسيل. هذا العدد القليل أخلّ بكل القواعد الممكنة، ومسّ الطقوس الملكية في الضيافة في مقتل. استشعر الأمير الإهانة، فقام من مكانه وسط العشاء، وصبّن بعضهم تصبينة سريعة، ثم عاد إلى مكانه لإكمال الواجب بعدما تمت الاستعانة بخدمات السرباية ديال القصر. المهم، تناول الأمير طعامه وهو ينتظر فقط متى ينتهي حفل العشاء كي يشغّل ماكينة الصابون، التي قال العارفون أنها ما حيْداتش غير الوسخ ديال الناس اللي تصبنو، وإنما سلخات ليهم الجلدة ديال الكرامة ديالهم. ذلك أن الأمير بعد العشاء دخل إلى مكتبه، واستدعى “المدانين” واحدا واحدا، دارو السربيس في الدخول إلى سموه. الأول اللي دخل هو يونس البقالي المكلف بمهمة داخل الديوان دخل زربان كينقّز، شوية وهو يخرج كيجر في رجليه فاشلين ليه الركابي خاصاه كرّوسة. تبعو فيصل العرايشي مول التلفزة، دخل مستقيم واقف وخا عارف القضية حامضة، شوية وهو يبان ليهم خارج محْني بحال طايحة ليه شي حاجة من الباب كيقلّب عليها. وتبعو سليم ، مسكين من ديك الساعة اللي خرج فيها من عند البيرو ديال الأمير ما بقاوْ عارفينو آش كيقول. وجا من وراه صارم الفاسي الفهري، هاداك ما عندو خرقة ديال الصابون، دخل شاداه الخلعة . وتبعاتو زينب المرابط المكلفة بالبرتوكول، بلا ما نقولو كيفاش خرجات هي والكاتبة العامة ديال مؤسسة المهرجان فدوى الكزاري… لم يترك الأمير مولاي رشيد واحدا من المسؤولين عن هذا المهرجان إلا وصبّنه. نعم، صبّنهم واحدا واحدا، وهم إلى حدّ الساعة لم يفهموا علاش دار ليهم هاد التصبينة كلها. وشوف هاد الوجه الصحيح اللي عطاهم الله. لقد أعلن المهرجان في هذه الدورة عن إفلاسه بعد غياب الأفلام المغربية عنه بدعوى أن نور الدين الخماري ونرجس النجار ما بغاوش يعطيو للمهرجان أفلامهم دفعو عليه كبير، بحالا غير هاد الجوج اللي كيخــ….لقو الأفلام في هاد البلاد. وأعلن إفلاسه بعدما استعان المنظمون بمن هبّ ودبّ على الفن أو شاشة التلفزيون كي يمروا فوق البساط الأحمر الذي يبدو احمراره فاقعا من شدة الخجل. وأعلن إفلاسه بعد أن تزايدت الاحتجاجات على المنظمين، كان آخرها احتجاجا على غياب الطرانسبور. ذلك أن المنظمين عرضو على بنادم للسهرات بعييييد على الصونطر. هوما الصراحة نشطو فيها مزيان، ولكن ملي خرجو لقاو ريوسهم في البرد والقفار، ما لقاو حتى تريبورطور فاش يرجعو. كل هذا، وهذا هو المؤسف، كل هذا يحدث بميزانية تفوق ستة ديال المليار كل عام. نعم، يالخوت، ستة ملايير وأكثر هي ميزانية المهرجان سنويا. مليار و100 مليون يمنحها القصر الملكي، و700 مليون يمنحها المركز السينمائي المغربي برئاسة صارم الفاسي الفهري اللي صبنو مولاي رشيد حتى حبساتو البكية، و800 مليون كتعطيها التلفزة اللي مولاها هو فيصل العرايشي اللي باقي ما قادش الوقفة حتى لدابا. و300 مليون كتعطيها اتصالات المغرب، و300 مليون ديال المكتب الشريف للفوسفاط، و300 مليون ديال مجلس مدينة مراكش، وبلا ما ندويو على الشركاء بحال فندق السعدي وفندق المامونية ولارام اللي كتوصل فيها قيمة الدعم إلى 300 مليون للواحد سنويا… وزيد وزيد. ودابا كيفاش بغيتي أسي صارم، أسي فيصل، أسي البقالي، ألالة فدوى وباقي الذين تصبّنو ليلة العِشا، كيفاش بغيتو مولاي رشيد ما يصبّنكمش؟ فعلى هاد الحساب، ومع هاد ستة المليار، فاللهم ملْقاكم مع غضبة أميرية أو لا شي غضبة شعب
تعليقات
إرسال تعليق